فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

1- المشاكلة: في قوله تعالى: {جَنَّتَيْنِ} وفن المشاكلة: هو ذكر الشيء بلفظ غيره، لوقوعه في صحبته.
فقد سمى البدل جنتين للمشاكلة، وفيه نوع من التهكم بهم.
2- التذييل: في قوله تعالى: {ذلِكَ جَزَيْناهُمْ} الآية.
وفن التذييل: قسمان: الأول: ما جرى مجرى المثل، والثاني: ما لم يخرج مخرج المثل، وهو أن تكون الجملة الثانية متوقفة على الأولى في إفادة المراد، أي وهل يجازي ذلك الجزاء المخصوص، ومضمون الجملة الأولى أن آل سبأ جزاهم اللّه تعالى بكفرهم، ومضمون الجملة الثانية أن ذلك العقاب المخصوص لا يقع إلا للكفور، وفرق بين قولنا جزيته بسبب كذا، وبين قولنا ولا يجزى ذلك الجزاء إلا من كان بذلك السبب، ولتغايرهما يصح أن يجعل الثاني علة للأول، ولكن اختلاف مفهومها لا ينافي تأكيد أحدهما بالآخر للزوم معنى.
3- التنكير: في قوله تعالى: {لَيالِيَ وَأَيَّامًا}.
في تنكير ليالي وأياما إلماع إلى قصر أسفارهم، فقد كانت قصيرة، لأنهم يرتعون في بحبوحة من العيش، ورغد منه، لا يحتاجون إلى مواصلة الكد، وتجشم عناء الأسفار، للحصول على ما يرفه عيشهم.

.الفوائد:

سبأ وسيل العرم:
عن فروة المرادي قال: لما أنزل في سبأ ما أنزل قال رجل: يا رسول اللّه، وما سبأ أأرض أم امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب.
فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة. فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار. فقال رجل: يا رسول اللّه، وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة. أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن غريب. وسبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قال ابن عباس ووهب وغيرهما: كان لهم سدّ بنته بلقيس، فأمرت بواديهم فسدّ بالصخر والقار بين الجبلين، وجعلت لهم ثلاثة أبواب، بعضها فوق بعض، وبنت دونه بركة ضخمة، وجعلت فيها اثني عشر مخرجا، على عدة أنهار يفتحونها إذا احتاجوا للماء، فإذا جاء المطر، اجتمع عليهم ماء أودية اليمن، فاحتبس السيل من وراء السد، وكانوا يبدءون بالسقاية من الباب الأعلى، ثم الأوسط، ثم الأدنى، فلا ينفد الماء حتى يمتلئ السد من مطر السنة المقبلة. فلما طغوا وكفروا، غضب اللّه عليهم، وهيّأ أسبابا أدت إلى انهيار سدهم، ففاض الماء، وخربت أرضهم وجنانهم، وغرقوا ومزقوا كل ممزّق، حتى صاروا مثلا عند العرب، يقولون: ذهبوا أيدي سبأ، وتفرقوا أيادي سبأ.

.[سورة سبأ: آية 19]:

{فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة {ربّنا} منادى مضاف منصوب {بين} ظرف منصوب متعلّق ب {باعد} {أحاديث} مفعول به ثان بحذف مضاف أي:
ذوي أحاديث {كلّ} مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب {في ذلك} متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام للتوكيد {آيات} اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة {لكلّ} متعلّق بآيات- أو بنعت لها-.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّر.
وجملة النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {باعد} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ظلموا} لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: {جعلناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلموا.
وجملة: {مزّقناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.
وجملة: {إنّ في ذلك لآيات} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.[سورة سبأ: الآيات 20- 21]:

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شيء حَفِيظٌ (21)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {عليهم} متعلّق ب {صدّق} الفاء عاطفة إلّا للاستثناء {فريقا} مستثنى منصوب {من المؤمنين} متعلّق بنعت ل {فريقا}.
جملة: {صدّق عليهم إبليس} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: اتّبعوه لا محلّ لها معطوفة على جملة صدّق.
(21) الواو حاليّة- أو عاطفة- له متعلّق بخبر كان {عليهم} متعلّق بحال من سلطان {سلطان} اسم كان مجرور لفظا مرفوع محلّا إلّا للحصر اللام للتعليل نعلم مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {بالآخرة} متعلّق ب {يؤمن}.
والمصدر المؤوّل أن نعلم في محلّ جرّ باللام متعلّق بسلطان.
{ممّن} متعلّق ب {نعلم} بتضمينه معنى نميّز {منها} متعلّق بحال من شك {في شك} متعلّق بخبر المبتدأ هو، الواو استئنافيّة {على كلّ} متعلّق بالخبر حفيظ.
وجملة: {ما كان} في محلّ نصب حال من الضمير الفاعل في {اتبعوه} أو من إبليس.
وجملة: {نعلم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن الضمر.
وجملة: {يؤمن} لا محلّ لها صلة الموصول من الأول.
وجملة: {هو منها في شك} لا محلّ لها صلة الموصول من الثاني.
وجملة: {ربّك} {حفيظ} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة سبأ: الآيات 22- 23]:

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)}.

.الإعراب:

{من دون} متعلّق بنعت للمفعول الثاني المقدّر لفعل زعمتم أي: زعمتموهم آلهة كائنة من دون اللّه {في السموات} متعلّق ب {يملكون} وكذلك {في الأرض} فهو معطوف على الأول ولا زائدة لتأكيد النفي الواو عاطفة ما نافية مهملة {لهم} متعلّق بخبر مقدّم {فيهما} متعلّق بحال من شرك، {شرك} مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر {ما له منهم من ظهير} مثل ما لهم فيهما من شرك... والضمير في له يعود على اللّه، وفي {منهم} يعود على الآلهة.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ادعوا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {زعمتم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا يملكون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- ليست من مقول القول-.
وجملة: {ما لهم} {من شرك} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.
وجملة: {ما له} {من ظهير} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.
(23) الواو عاطفة لا نافية {عنده} متعلّق ب {تنفع} إلّا للحصر {لمن} متعلّق بالشفاعة، له متعلّق ب {أذن} {حتّى} حرف ابتداء {عن قلوبهم} نائب الفاعل لفعل فزّع {ما ذا} اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به لفعل قال، {الحق} مفعول به لفعل محذوف... وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف والتقدير: قالوا قال القول الحق الواو استئنافيّة {الكبير} خبر ثان للمبتدأ هو.
وجملة: {لا تنفع الشفاعة} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يملكون.
وجملة: {أذن له} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {فزّع عن قلوبهم} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {قال ربّكم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: قالوا الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: قال الحقّ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {هو العليّ} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{شرك} اسم بمعنى المشارك أو الشريك من شركه يشركه باب فرح وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين.

.[سورة سبأ: آية 24]:

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)}.

.الإعراب:

من اسم استفهام مبتدأ {من السموات} متعلّق ب {يرزقكم} {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع خبره محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي: اللّه رازقكم الواو عاطفة أو حرف عطف للإبهام {إيّاكم} ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الضمير المتّصل اسم إنّ اللام المزحلقة {على هدى} متعلّق بخبر إنّ {في ضلال} مثل على هدى معطوف عليه ب أو.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
الجدول ج 22، ص: 221
وجملة: {من يرزقكم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يرزقكم} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: {قل} الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: اللّه رازقكم في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: إنّا {لعلى هدى} في محلّ نصب معطوفة على جملة اللّه {رازقكم}.

.البلاغة:

1- الاستدراج: في قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.
حيث استدرج الخصم، واضطره إلى الإذعان والتسليم، والعزوف عن المكابرة واللجاج فإنه لما ألزمهم الحجة، خاطبهم بالكلام المنصف، الذي يقال لمن خوطب به: قد أنصفك صاحبك، ونحوه قول الرجل لصاحبه: قد علم اللّه تعالى الصادق مني ومنك، وإن أحدنا لكاذب.
2- المخالفة في الحروف: في قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} في هذه الآية مخالفة بين حرفي الجر، فإنه إنما خولف بينهما في الدخول على الحق والباطل، لأن صاحب الحق كأنه مستعل على فرس جواد يركض به حيث شاء، وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلام مرتبك فيه لا يدري أين يتوجه.

.[سورة سبأ: آية 25]:

{قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)}.

.الإعراب:

لا نافية، والواو في {تسألون} نائب الفاعل {عمّا} متعلّق ب {تسألون} والثاني متعلّق ب {نسأل} ونائب الفاعل لفعل {نسأل} ضمير مستتر تقديره نحن.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا تسألون} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أجرمنا} لا محلّ لها صلة الموصول ما الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: {نسأل} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثاني وهو كالأول.

.[سورة سبأ: آية 26]:

{قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)}.

.الإعراب:

{بيننا} ظرف منصوب متعلّق ب {يجمع} والثاني متعلّق ب {يفتح} {بالحقّ} ب {يفتح} بتضمينه معنى يحكم الواو استئنافيّة {العليم} خبر ثان للمبتدأ هو.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يجمع ربّنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يفتح} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {هو الفتّاح} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{الفتّاح} صيغة مبالغة من الثلاثيّ فتح وزنه فعّال.

.[سورة سبأ: آية 27]:

{قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاء كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}.

.الإعراب:

{به} متعلّق ب {ألحقتم} {شركاء} حال من العائد المحذوف أي ألحقتموهم به شركاء، ممنوع من التنوين لإلحاقه بالاسم الممدود على وزن فعلاء، بضمّ ففتح، {كلّا} حرف حرف ردع وزجر بل للإضراب الانتقاليّ {هو} ضمير الجلالة مبتدأ، {اللّه} خبر مرفوع {العزيز} نعت للفظ الجلالة مرفوع {الحكيم} نعت ثان مرفوع.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أروني} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ألحقتم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {هو اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.

.البلاغة:

المجاز: في قوله تعالى: {أَرُونِيَ}.
لم يرد من {أروني} حقيقته، لأنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يراهم ويعلمهم، فهو مجاز وتمثيل.