الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
و{أَسَرُّوا} من حروف الأضداد، أي أظهروا.{أَضْغاثُ أَحْلامٍ (5)} واحدها ضغث وهو ما لم يكن له تأويل ولا تفسير، قال: {قَصَمْنا (11)} أهلَكِنا..{فَلَمَا أَحَسُّوا بَأْسَنا (12)} أي لقوه ورأوه، يقال: هل أحسست فلانا، أي هل وجدته ورأيته ولقيته ويقال: هل أحسست منى ضعفا، وهل أحسست من نفسك برءا قال الشاعر: {إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (12)} أي يهربون ويسرعون ويعدون ويعجلون، والمرأة تركض ذيلها برجليها إذا مشت، أي تحرّكه قال الأعشى: العجل: القرب واحدتها عجلة.{حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيدًا خامِدِينَ (15)} مجاز الخامد مجاز الهامد كما يقال للنار إذا طفئت: خمدت النار.والحصيد: مجازه مجاز المستأصل وهو يوصف بلفظ الواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء كأنه أجرى مجرى المصدر الذي يوصف به الذكر والأنثى والاثنان والجميع منه على لفظه، وفى آية أخرى: {كانَتا رَتْقًا} (21/ 30) مثله..{لا يَسْتَحْسِرُونَ (19)} أي لا يفترون ولا يعيون ولا يملّون، ويقال: حسرت البعير.{أَنَّ السَّماواتِ وَالأرض كانَتا رَتْقًا فَفَتَقْناهُما (30)} فالسموات جميع والأرض واحدة فخرج لفظ صفة الجميع على تقدير لفظ صفة الواحد كما ترى ولم يجىء أنّ السماوات والأرض كنّ رتقا ولا ففتقناهن، والعرب قد تفعل هذا إذا كان جميع موات أو جميع حيوان ثم أشركوا بينه وبين واحد من الموات أو من الحيوان جعلوا لفظ صفتهما أو لفظ خبرهما على لفظ الاثنين وقال الأسود بن يعفر: فجميع وواحد جعلهما اثنين، وقال الراعي: ثم جعل الاثنين جميعا فقال: فجعل الهماهم وهى جميع واحدا وجعل الهميّن جميعا وهما اثنان وأنشدنى غالب أبو على النّفيلى للقطامى: فجعل حبال قيس وهى جميع وحبال تغلب وهى جميع اثنين..{كانَتا رَتْقًا} مجازه مجاز المصدر الذي يوصف بلفظه الواحد والاثنان والجميع من المذكر والمؤنث سواء ومعنى الرّتق الذي ليس فيه ثقب ثم فتق اللّه السماء بالمطر وفتق الأرض بالشجر.{فِجاجًا} (31) الفجاج المسالك واحدها فجّ، وقال العجّاج لحميد الأرقط: الفجاج، وتنازعا أرجوزتين على الطاء فقال له الحميد: الخلاط يا أبا الشّعثاء، فقال له العجاج. الفجاج أوسع من ذلك يا ابن أخى، أي لا تخلط أرجوزتى بأرجوزتك.{كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)} الفلك: القطب الذي تدور به النجوم قال: {يَسْبَحُونَ} أي يجرون، و{كُلٌّ} تقع صفته وخبره وفعله على لفظ الواحد لأن لفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع لأن معناه معنى الجميع وكذلك كلاهما قال الشاعر: قال يوفى على لفظ الواحد ثم عاد إلى المعنى فجعله اثنين فقال: يرقبان سوادى، ومعنى كل المستعمل يقع أيضا على الآدميين فجاء هنا في غير جنس الآدميين والعرب قد تفعل ذلك قال النّابغة الجعدىّ: وفي رواية أخرى: {لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ} (21/ 65) وفي آية أخرى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ} (12/ 4) وفي آية أخرى.{يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ} (27/ 18).{خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} (37) مجازه مجاز خلق العجل من الإنسان وهو العجلة والعرب تفعل هذا إذا كان الشيء من سبب الشيء بدءوا بالسبب، وفى آية أخرى {ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} (28/ 76).والعصبة هي التي تنوء بالمفاتيح، ويقال: إنها لتنؤ عجيزتها، والمعنى أنها هي التي تنوء بعجيزتها، قال الأعشى: أي أن الموفّق معان. وقال الأخطل: وإنما السّوءة البالغة هجر، وهذا البيت مقلوب وليس بمنصوب..{قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ} (42) مجازه: يحفظكم ويمنعكم، قال ابن هرمة: {مِثْقالَ حَبَّةٍ} (47) مجازه وزن حبة.{فَجَعَلَهُمْ جُذاذًا} (58) أي مستأصلين قال جرير: لم يبق منهم شيء ولفظ جذاذ يقع على الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث سواء بمنزلة المصدر.. {فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ (61)} أي أظهروه تقول العرب، إذا أظهر الأمر وشهر، كان ذلك على أعين النّاس. أي بأعين الناس، ويقول بعضهم جاؤوا به على رؤوس الخلق..{فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ} (63) فهذا من الموات وخرج مخرج الآدميين بمنزلة قوله: {رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ} (12/ 4) ويقال: سألت وسلت تسال لا يهمز فهو بلغة من قال سلته.{ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ} (65) مجازه: قلبوا، ويقال: نكست فلانا على رأسه، إذا قهره وعلاه ونحو ذلك..{إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً} (71) أي غنيمة، قال لبيد بن ربيعة: {وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ} (72) وكلا يقع خبره على الواحد لأن لفظه لفظ الواحد ويقع خبره على خبر الجميع.{إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} (78) النّفش أن تدخل في زرع ليلا فتأكله وقالت: نفشت في جدّادى، الجداد من نسج الثوب تعنى الغنم..{وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} (80) واللبوس: السلاح كلها من درع إلى رمح وقال الهذلي: {وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ} (82) {ومن} يقع على الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث قال الفرزدق: وكذلك يقع على المؤنث كقوله: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحًا} (33/ 31)، وقد يجوز أن يخرج لفظ فعل {من} على لفظ الواحد والمعنى على الجميع كقولك: من يفعل ذلك، وأنت تسأل عن الجميع.{وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} (93) مجازه واختلفوا وتفرقوا..{فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ} (94) أي فلا كفر لعمله، وقال: {يَنْسِلُونَ} (96) يعجلون في مشيهم كما ينسل الذئب ويعسل قال الجعدىّ: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} (98) كل شيء ألقيته في نار فقد حصبتها، ويقال: حصب في الأرض أي ذهب فيها..{لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها} (99) فهو من الموات الذي خرج مخرج الآدميين..{لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها} أي صوتها والحسيس والحسّ واحد قال عبيد بن الأبرص: فاشتال يعنى الثعلب رفع ذتبه.{وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ} (103) مجازه مجاز المختصر المضمر فيه {ويقولون هذا يومكم}.و{آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ} (109) إذا أنذرت عدوّك وأعلمته ذلك ونبذت إليه الحرب حتى تكون أنت وهو على سواء وحذر فقد آذنته على سواء. اهـ.
|