الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{من دون الله} حسن ومثله ضلو عنا وكذا من قبل شيًا وقيل تام لأنه انقضاء كلامهم.{الكافرين} كاف ومثله تمرحون.{خالدين فيها} حسن.{المتكبرين} تام.{إن وعد الله حق} حسن.{أو نتوفينك} ليس بوقف لمكان الفاء.{يرجعون} تام.{من قبلك} حسن ومثله نقصص عليك.{بإذن الله} كاف.{المبطلون} تام.{تأكلون} كاف ومثله تحملون.{آياته} حسن.{تنكرون} تام للابتداء بالاستفهام فأي منصوبة بتنكرون.{من قبلهم} حسن ومثله وآثارًا في الأرض.{يكسبون} كاف.{من العلم} حسن.{يستهزؤن} كاف.{بالله وحده} جائز.{مشركين} كاف.{بأسنا} تام عند أبي حاتم على أنَّ سنة منصوبة بفعل مقدر أي سنّ الله ذلك سنة فلما حذف الفعل أضيف المصدر إلى الفاعل.{في عباده} تام عند أبي حاتم أيضًا.وآخر السورة تام وفيه رد على من يقول إن حم قسم وجوابه ما قبله وإن تقديره وخسر هنالك الكافرون والله لأنه يلزم عليه أنه لا يجوز الوقف على آخرها فلا يلتفت إلى قوله لأنَّا لا نعلم أحدًا من الأئمة الذين أخذ عنهم تأويل القرآن أخذ به وهو جائز عربية. اهـ.
وأجود الروايتين بسوار، أي: بمعربد. وأنشد ابن الأعرابي: غير قصار.وعلى أنهم قد قالوا: جبره على الأمر وقصر عن الأمر، فينبغي أن يكون جبار وقصار من فعل، هذين الحرفين، وكذا ينبغي أن يعتقد في سار ودراك على أنهما خرجا بحرف الزيادة، فصارا إلى سأر ودرك تقديرا، وإن لم خرجا إلى اللفظ استعمالا، كما قالوا: أبقل المكان فهو باقل، وأورس الومث فهو وارس، وأيفع الغلام فهو يافع، وأعضى الليل فهو غاض. قال: أي: مغض، وقالوا أيضا: ألقحت الريح السحاب، فهو لاقح. فهذا على حذف همزة أفعل، وإنما قياسه ملقح، فعلى ذلك خرج {الرشاد} أي: رشد بمعنى أرشد تقديرا لا استعمالا، كما قال الآخر: وكان قياسه أن يكون مودع لأنه من أودعته، فودع يدع، وهو وادع، ولا يقال: ودعته في هذا المعنى فيقال مودع، كوضعته فهو موضوع.فإن قيل: فإن المعنى إنما هو على أشد، فكيف أجزت أن يكون إنما مجيئه من رشد أو رشد في معنى رشد، وأنه ليس من لفظ أرشد؟.قيل: المعنى راجع فيما بعد إلى أنه مرشد؛ وذلك لأنه إذا رشد أرشد؛ لأن الإرشاد من الرشد. فكأنه من باب الاكتفاء بذكر السبب من المسبب. وعليه قالوا في قول الله سبحانه: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِح}-: إنها من لقحت هي، فإذا لقحت ألقحت غيرها، فهو كقولك: إنها زاكية، فإذا زكت في نفسها أزكت غيرها، فهذا المذهب ليس هو الأول الذي على تقدير الزيادة من ألقح، ولكل طريق.ومن ذلك قراءة ابن عباس والضحاك وأبي صالح والكلبي: {يَوْمَ التَّنَاد} بتشديد الدال.قال أبو الفتح: هو تفاعل، مصدر تناد القوم، أي: تفرقوا، من قولهم: ند يند، كنفر ينفر. وتنادوا كتنافروا، والتناد كالتنافر، وأصله التنادد، فأسكنت الدال الأولى وأدغمت في الثانية استثقالا لاجتماع المثلين متحركين.فإن قيل: فهلا أظهر نحو ذلك، وهو ملحق بالتفاعل من غير التضعيف نحو التنافر، والتضافر، والتحاسر، والتحاسد.قيل: هذا من أقبح الخطأ، وذلك أن الغرض في الإلحاق إنما هو رفع دوات الثلاثة إلى ذوات الأربعة، نحو جلبب، وشملل، فهما ملحقان بدحرج وهملج، أو بذوات الخمسة نحو كوالل، في إلحاقه بسفرجل، مجتازا في طريقه بقفعدد وسبهلل، أو رفع بنات الأربعة إلى بنات الخمسة، نحو شنخف، وهلقس في إلحاقهما بجردحل. فأما أن تلحق بنات الثلاثة ببنات الثلاثة فلغوا من القول، فلم يكن في إلا فساد معنى قولهم: ملحق؛ لأن الأصل لا يلحق بنفسهن فكذلك أيضا {التناد} ثلاثي، كما أن التنافر ثلاثي، أفيلحق الشيء بنفسه؟ألا ترى أن ند ثلاثي، كما أن نفر كذلك؟ وهذا واضح.ولو جاز هذا للزمك عليه أن تقول في شد وحل: شدد وحلل، فتظهرهما، وتقول: هما ملحقان بدخل وخرج.فإن قلت: فقد قالوا في فيعل- نحو خيفق وصيرف- وفوعل من رددت: ريدد ورودد، وإن كنا قد أحطنا علما بأن كل واحد من خيفق وصيرف ثلاثي الأصل.قيل: أجل، إلا أنك ألحقت فيهما جميعا ثلاثيا برباعي، ألا ترى أن خيفقا وصيرفا ملحقان بجعفر وسلهب؟.فإن قال لك: ابن من رد مثل فيعل وفوعل فكأنه إنما قال: ألحق رد بجعفر على حد فيعل وفوعل، اللذين ألحقتهما به، وهذا واضح، وليس كذلك التفاعل؛ لأن التفاعل ليس ملحقا بشيء، كإلحاق صيرف وجوهر بجعفر، فهذا فرق.ومن ذلك قراءة ابن عباس وابن مسعود: {وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُون} بفتح اللام.قال أبو الفتح: التقدير فيه إذ الأغلال أعناقهم ويسحبون السلاسل، فعطف الجملة من الفعل والفاعل على التي من المبتدأ والخبر، كما عودلت إحداهما بالأخرى في نحو قوله: أي: أأنت موف بها أم تذم؟ فقابل المبتدأ والخبر التي من الفعل والمفعول الجاري مجرى الفاعل وقال الله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} أي: أصمتم؟ وعلى أنه لو كان إذ في أعناقهم الأغلال والسلاسل يسحبون لكان أمثل قليلا؛ من قبل أن قوله: في أعناقهم الأغلال يشبه في اللفظ تركيب الجملة من الفعل والفاعل؛ لتقدم الظرف على المبتدأ، كتقدم الفعل على الفاعل، مع قوة شبه الظرف بالفعل.وعلى أن أبا الحسن يرفع زيدا من قولك: في الدار زيد بالظرف، كما يرفعه بالفعل. ومن غريب شبه الظرف بالفعل أنهم لم يجيزوا في قولهم: فيك يرغب أن يكون فيك مرفوعا بالابتداء، وفي يرغب ضميره، كقولك: زيد يضرب، من موضعين: أحدهما أن الفعل لا يرتفع بالابتداء، فكذلك الظرف.والآخر أن الظرف لا ضمير له، كما أن الفعل لا ضمير له. ومن ذلك أيضا قوله: فعطفه الفعل على الظرف من أقوى دليل على شبهه به، وفيه أكثر من هذا فتركناه؛ لأن في هذا مقنعا بإذن الله. اهـ.
|